آبل تضيف زرا سريا إلى هاتفك الآيفون هل تعلم به؟..

ربما لم تلاحظ، لكن هاتفك الآيفون حصل على زر جديد الشهر الماضي. بالطبع لم تتسلل آبل (Apple) إلى هاتفك وتلصق الزر سرا، ولكن نظام التشغيل “آي أو إس 14” (iOS 14) -وهو أحدث إصدار من آبل- يتضمن ميزة تسمى “النقر الخلفي” (Back Tap)، التي تضيف “زرا” جديدا لهاتفك يطمس الحد الفاصل بين العتاد والبرامج.

تقوم ميزة “النقر الخلفي” بتحويل الجزء الخلفي من آيفون الخاص بك بالكامل إلى زر عملاق حساس للمس يمكنك النقر عليه مرتين أو 3 مرات لتشغيل وظائف محددة على هاتفك. وهناك فرصة جيدة أنك لم تلاحظ ذلك بعد، حيث إن آبل وضعت إعدادات الميزة الجديدة في قائمة إمكانية الوصول (Accessibility) على هاتفك.

الغرض من الميزة الجديدة هو منح المستخدمين المزيد من الخيارات للتفاعل مع أجهزتهم. وتعكس معظم خيارات “النقر الخلفي” هذا الأمر، حيث توجد إعدادات لفتح مبدل التطبيقات أو قائمة الإشعارات أو مركز التحكم (Control Center)، أو تصفح تطبيق أو صفحة ويب، أو تشغيل “سيري” (المساعد الصوتي) أو التقاط صورة للشاشة.

لكن ميزة “النقر الخلفي” ترتبط أيضا بتطبيق “الاختصارات” (Shortcuts) لآبل القوي بدرجة كبيرة، مما يعني أنه يمكنك بشكل فعال جعل هذه الأزرار الجديدة تفعل أي شيء تقريبًا يمكنك تخيله.

هذا الأمر يجعله نوعا رائعا من الأزرار، حسب تعبير موقع “ذا فيرج” (the verge) المعني بشؤون التقنية، فهو غير مرئي تماما للعين المجردة، ولا يعمل تماما إلى أن يتم تفعيله من خلال البرنامج، ولكن يمكن تكليفه بفتح أي مهمة تقريبا أو التفاعل معها أو إنجازها على هاتفك الذكي بمجرد نقرة سريعة.

وإمكانية تخصيص هذه الميزة هي المهمة هنا، إذ إنه كان من السهل أن تضع آبل مجموعة من الخيارات المحددة مسبقا لميزة “النقر الخلفي” التي تركز على تسهيل الوصول إلى واجهة مستخدم آيفون، ولكن من خلال فتح الميزة أمام الاختصارات، فإن الشركة حولت “النقر الخلفي” إلى أداة إبداعية غير محددة، الأمر الذي يتيح للمستخدمين ابتكار طرقهم الخاصة للاستفادة من الزر الجديد الموجود على ظهر أجهزتهم.


ميزة النقر الخلفي تحوّل ظهر هاتفك الآيفون إلى زر واحد كبير يمكن تخصيصه لتشغيل ما تشاء من أوامر (الفرنسية)

يذكر أن آبل ليس أول شركة جربت هذا الأمر، فقد جربت غوغل (Google) ميزة مماثلة، وإن كانت محدودة، في نظام التشغيل أندرويد 11، لكنها لم تصل في النهاية إلى المرحلة الأخيرة، وقد قام بعض المطورين منذ ذلك الحين بتكرار الميزة لأي جهاز يعمل بنظام أندرويد.

ويشير موقع ذا فيرج إلى أن ميزة “النقر الخلفي” تعمل بشكل جيد أيضا، حيث تستجيب بسلاسة للنقرات، إلى جانب أنها تميز بين النقر المتعمد أو الناتج عن إمساك هاتفك. وقد كانت الميزة مفيدة بشكل خاص لتشغيل “مركز التحكم” لتبديل إعدادات النظام بسرعة.

تعمل ميزة “النقر الخلفي” على إعادة توظيف المستشعرات والعتاد الموجودة على آيفون، وربطها ببرنامج لإنشاء تفاعل جديد للعتاد لم يكن متاحا من قبل. فهو زر مادي جديد يمكن للمستخدمين التفاعل معه، لكنه خال تماما تقريبا من قيود آبل.

وتعد الأزرار المادية، بالطبع، أكثر أشكال التفاعل المباشر، وهذا هو السبب الذي يجعل شركة سامسونغ (Samsung) مثلا تصر على زر “بكسبي” (Bixby) في هواتفها الرائدة، وهو السبب الذي يجعل شركة نتفليكس (Netflix) تدفع مقابل الحصول على مكان في جهاز التحكم عن بعد (الريموت كونترول) الخاص بجهاز روكو (Roku).

وعلى الرغم من أن شركة آبل قد لا تكون مستعدة تماما للتخلي عن الأزرار الفعلية الموجودة على هاتفك الآيفون، فإن ميزة “النقر الخلفي” -التي تشبه الزر- قد تكون هي الحل القادم.